![]() |
#1 |
Super Moderator
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 1,875
|
![]() أجوبة أسئلة في الإعتقاد والتوحيد 01 فهرس02 حول(( القضاء والقدر ))
__________________
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 | |
Super Moderator
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 1,875
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
جواب سؤال من: Ahmad Nadhif حول(( القضاء والقدر )) اقتباس:
قبل البدء بالجواب، فإني ألفت نظرك إلى أمرين يبدو أن عندك التباساً فيهما، وهذان الأمران هما (#القدر) الوارد في الآيات والأحاديث ومصطلح (القضاء والقدر)، فهما موضوعان وليسا موضوعاً واحداً، فموضوع (#القضاء والقدر) الذي قرأته في كتاب النظام أو الشخصية هو يختلف عن (القدر) الوارد في الحديث الذي تسأل عنه. والآن إليك الجواب عن سؤالك: 1- ما جاء في رواية مسلم من قول النبي صلى الله عليه وسلم جواباً على سؤال جبريل عليه السلام عن الإيمان: قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»، ليس حديثاً متواتراً بل هو خبر آحاد صحيح ، ومع ذلك فإن الاستدلال به في الموضع الذي ذكرته في سؤالك من كتاب #التيسير في أصول التفسير هو استدلال صحيح، لأنه أقيم دليلاً على ما طُلب #الإيمان به ولم يُقَم دليلاً على الموضوع الذي طُلب الإيمان به، فطلب الإيمان بالإسلام يكون بالآية وبالحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحتى برسالة يرسلها صلى الله عليه وسلم، فقد أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم #رسائل مع رسل أرسلهم صلى الله عليه وسلم للملوك يدعوهم للإسلام... 2- ولكن عند إقامة الحجة على أن القدر من العقيدة ومنكره كافر، وعند إثبات أنه علم الله، وكل شيء مكتوب منذ الأزل في اللوح المحفوظ، عندها يُعمد إلى #الأدلة القطعية، فتُذكر الآيات القاطعة على القدر بمعنى التقدير في الأزل أي أن ما من شيء في الأرض، ولا في السماء إلا والله يعلمه منذ الأزل ومقدر منذ الأزل ومكتوب في اللوح المحفوظ منذ الأزل... ومن هذه الآيات القاطعة: قوله تعالى: ﴿إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ﴾ فقدّر في هذه الآية معناها التقدير في الأزل. وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾، ومعنى لكل شيء قدراً، أي لكل شيء تقديراً وتوقيتاً والمراد تقديراً في الأزل وقوله سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾، فإن معناها أنه لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا في الأزل وما قدره علينا، ونحن متوكلون على الله وقوله تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾، معناها إلا أمم أمثالكم مكتوب أرزاقها، وآجالها، وأعمالها، كما كتبت أرزاقكم وآجالكم وأعمالكم، ما تركنا وما أغفلنا في اللوح المحفوظ من شيء، فأطلق الكتاب على اللوح المحفوظ، أي كل شيء مكتوب في اللوح المحفوظ، وهذا كناية عن علم الله، أي ما من شيء إلاّ والله يعلمه. وقوله تعالى:﴿عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾، أي إلاّ مكتوبة في اللوح المحفوظ، وهو كناية عن علمه سبحانه بدليل الآية نفسها. 3- ومن الجدير ذكره أن القدر بهذا المعنى أي التقدير في الأزل أو الكتابة في اللوح المحفوظ أو علم الله سبحانه بأن الأمر الفلاني سيحصل لا يعني الاتكال على علم الله بحصول #العمل، وعدم الأخذ بوسائل القيام به، أو عدم الأخذ بالأسباب والمسببات ، وذلك لأن علم الله لم ينكشف لأحد فيعلم أنه سيقع أو لا يقع، ولهذا لا يمكن #العلم بالشيء بأنه سيحصل، أو لا يحصل، إلا بعد الأخذ بوسائل القيام به، ومباشرته، وبعد ذلك ينكشف الواقع من حيث وجود العمل، أو عدم وجوده، ومن هنا لا يصح أن يتكل أحد على علم الله، ويترك العمل، وقد استشكل ذلك الصحابة فنبههم الرسول ﷺ أن لا يتكلوا، وأمرهم أن يعملوا، فقد أخرج البخاري عن علي كرم الله وجهه «فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ: أَلاَ نَتَّكِلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لاَ، اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، ثُمَّ قَرَأَ: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى الآيَةَ» وهذا صريح بأن الإيمان بالقدر لا يعني الاتكال، لأن القدر والكتابة، أي علم الله لا ينكشف لأحد من #الخلق، فعلى أي شيء يتكل؟ ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم لمن سأله ألا نتكل؟ قال له: لا، أي نهاه عن الاتكال ولم يكتف بذلك بل قال له أيضاً: «اعْمَلُوا» أي أمره بالعمل، ولهذا فإن الإيمان بالقدر لا يعني عدم العمل. آملاً أن يكون جواب سؤالك حول القدر قد أصبح واضحاً أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة 07 من شوال 1436 هـ ألموافق 2015/07/23م منقول
__________________
|
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
صاحب الموقع
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 12,831
|
![]() حكم من أتى عرافا الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:فقد روى مسلم في صحيحه قوله صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة . وقد رواه أحمد بلفظ: من أتى عرافا فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوما. وقد صححه الأرناؤوط , وثبت أخطر من هذا في حديث المسند: من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. وقد صححه الألباني والأرناؤوط . وقد نص الحديث على عدم قبول الصلاة؛ ولكن قال المناوي في فيض القدير: وخص الصلاة لكونها عماد الدين فصومه كذلك اهـ وقد ذكرنا في الفتوى رقم : 14231 متى يكفر من أتى عرافا فمن أتاه وصدقه في قوله معتقدا علمه بالغيب فإنه يكفر كفرا مخرجا من الملة بلا خلاف ، وذلك لإشراكه به مع الله في علم الغيب الذي استأثر به لنفسه. قال سبحانه: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ { النمل :65 } وأما من أتاه وصدقه مع اعتقاده أنه لا يعلم الغيب وأنه يأخذ أخباره من الجن الذي يسترقون السمع أو من القرين المصاحب للإنسان فبعض العلماء قال: إنه يكفر كفرا مخرجا من الملة, والبعض الآخر قال: كفر دون كفر وهو كبيرة من الكبائر ، وإذا صلى في هذه الفترة لا يعتبر تاركا للصلاة, وإنما يحرم ثوابها, فإذا مات يعتبر ممن مات وهو يصلي. قال النووي في شرح مسلم : وأما عدم قبول صلاته فمعناه أنه لا ثواب له فيها وإن كانت مجزئة في سقوط الفرض عنه ولا يحتاج معها إلى إعادة، ونظير هذه الصلاة في الأرض المغصوبة مجزئة مسقطة للقضاء ولكن لا ثواب فيها كذا قاله جمهور أصحابنا. قالوا: فصلاة الفرض وغيرها من الواجبات إذا أتى بها على وجهها الكامل ترتب عليها شيئان: سقوط الفرض عنه وحصول الثواب, فإذا أداها في أرض مغصوبة حصل الأول دون الثاني. ولا بد من هذا التأويل في هذا الحديث فإن العلماء متفقون على أنه لا يلزم من أتى العراف إعادة صلوات أربعين ليلة فوجب تأويله. والله أعلم. اهـ والله أعلم. منقول عن : ![]()
__________________
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 | |
صاحب الموقع
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 12,831
|
![]() ![]() اقتباس:
ألجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهإن سؤالك مكون من شقين: الأول: كيف يتجنب المرء الشرك والكفر ويموت مسلماً... والثاني: هل الكفر هو فعل أو قول أو اعتقاد... وسنبدأ بالجواب على الشق الثاني من السؤال لأن الجواب على الشق الأول من السؤال مبني عليه... • جواب الشق الثاني من السؤال: إن العقيدة والإيمان بمعنى واحد، وهو التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل، والإيمان محله القلب، وهو يتوقف على التصديق الجازم، وليس مجرد التصديق، وأن يكون مطابقاً للواقع وعن دليل، حتى يكون مستقراً في أعماق القلوب، وعندها يكون المرء مؤمناً... والكفر كذلك محله القلب، لأنه يتعلق بالتصديق، والتصديق محله القلب... قال سبحانه: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُم)، لأنه لم يكن مستقراً في قلوبهم... ï´؟وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَï´. (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ). ولذلك فإن مدار الإيمان والكفر على تصديق القلب واعتقاده وليس على القول والفعل، لأن القول والفعل هما من أفعال الجوارح واللسان وهما غير التصديق القلبي... غير أنه لا بد من ملاحظة أمرين في هذا السياق وهما: 1- إن القول والفعل وإن كانا ليسا اعتقاداً فإنهما قد ينمَّان عن اعتقاد ويُظهرانه، وفي هذه الحالة فإن القول والفعل يأخذان حكم الاعتقاد ويمكن أن يكفر بهما المرء، فالمسلم يكفر في أربعة أحوال: أ- بالاعتقاد كأن يعتقد شيئاً من غير الإسلام، وَمثَله أن يعتقد نبوة أحد من الناس بعد محمد صلى الله عليه وسلم، كمن يعتقد نبوة القادياني، فهو يكفر باعتقاده هذا لأن قلبه انعقد على شيء من غير الإسلام. ب- بالشك وذلك كأن يشك في أمر يقيني من أمور الإسلام، فمن شك في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فإنه يكون كافراً بذلك لأن قلبه لم يعد منعقداً على التصديق بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم. ج- بالقول الذي ينم عن اعتقاد، كأن يقول المرء بأنه لا يوجد خالق أو أن القرآن_الكريم ليس من كلام الله، فمن يقول مثل هذا القول يصبح كافراً بقوله الذي يدل على اعتقاده، ولكن يُشترط في هذه الحالة أن يكون القول لا يحتمل تأويلاً بل يكون الكفر فيه واضحاً مقطوعاً به. د- بالفعل الذي ينم عن اعتقاد، كأن يسجد لصنم أو يصلي صلاة اليهود والنصارى، فمثل هذا الفعل يدل على عقيدة صاحبه، فمن سجد لصنم أو صلى صلاة اليهود أو صلاة #النصارى فإنه يكون قد كفر بفعله هذا لدلالته على اعتقاده المخالف للإسلام، وكذلك في هذه الحالة فإن الفعل لا يصح أن يحتمل تأويلاً بل يكون الكفر فيه واضحاً مقطوعاً به. هذه هي الأحوال الأربعة التي يكفر بها المسلم... فأما الاعتقاد بشيء من غير الإسلام والشك بشيء مقطوع به من الإسلام فظاهر فيهما أنهما من أعمال القلب لأن الاعتقاد والشك متعلقان بالتصديق... ولكن القول والفعل من حيث هما ليسا من أفعال القلب بل هما من أفعال الجوارح واللسان، غير أنهما لما تعلقا بعمل القلب بدلالتهما على ما في القلب من اعتقاد فإنهما عوملا معاملة الاعتقاد في الأمثلة الآنفة الذكر... وتبقى سائر الأقوال والأفعال غير الدالة على اعتقاد صاحبها خارج دائرة الكفر والإيمان، كمن يرتكب معصية من المعاصي وهو مقر بالإسلام وعقيدته... ولذلك فإن الذي سار عليه المسلمون هو عدم تكفير مسلم بذنب ارتكبه إلا إذا كان فيه إنكار كمن لا يصوم وينكر فرض الصيام فهذا يكفر بذلك، وأما الذي لا يصوم ويقر بفرض الصيام فهو فاسق وليس كافراً لأن التكفير لا يكون إلا باليقين، فالتكفير أمر كبير في الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا» رواه البخاري من طريق أبي هريرة، وفي رواية لأحمد عن ابن عمر عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «مَنْ كَفَّرَ أَخَاهُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا».. 2- إن التصديق الجازم في اللغة له دلالة التزام، وهي مواطأة اللسان للقلب، فلا ينكر ما يصدق جازماً به، فلا يقول قائل أنا مؤمن بالله، أجزم بأنه الخالق لهذا الكون ولا شريك له، ثم يقول إن الله يخطئ أو له شريك أو ليس خالقاً، أو ينكر ما يفرضه الله سبحانه خالق الكون، إذا ثبت باليقين أنه سبحانه قد فرضه، كأن يقول أنا أؤمن بالله وينكر الصلاة أو الصيام أو أي أمر معلوم من الدين بالضرورة...، فإن هذا يكون كافراً لأنه يكّذب أمر الله الثابت بالقطع. ولذلك كفر إبليس لعنه الله لأنه أنكر صحة أمر الله له بالسجود لآدم، مع أنه يؤمن بوجود الله ولكنه ينكر صحة أمره سبحانه حيث قال سبحانه: ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ )، فأعلن أن الله سبحانه مخطئ في أمره له بالسجود... فكان إبليس لعنه الله يرى أن الصواب أن يسجد آدم له لا أن يسجد هو لآدم، فأنكر لعنه الله صحة أمر الله، فكان بذلك من الكافرين المجرمين... وهكذا كفر الذين استيقنوا صحة الآيات التي جاءهم بها موسى عليه السلام في قلوبهم ولكنهم أنكروها بألسنتهم فعدّوها سحراً، قال تعالى: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ). والخلاصة: إن الأصل في الكفر أنه اعتقاد (بغير الإسلام) وهو ليس قولاً أو فعلاً، إلا إذا كان القول أو الفعل ينم عن اعتقاد أو فيه إنكار لمقطوع به من الإسلام، ففي هذه الحالات يأخذ القول والفعل حكم الاعتقاد ويكونان كفراً والعياذ بالله. •جواب الشق الأول من السؤال: أما كيف يتجنب المرء الكفر والشرك ويموت مسلماً فإن مرجع ذلك إلى أمرين اثنين أساسيين: 1- أن يسير في أخذ العقيدة على #المنهج الصحيح الذي بينه القرآن الكريم و #السنة_النبوية المطهرة، ويمكن أن نجمل أهم معالمه في النقاط التالية: أ- أخذ العقيدة باليقين لا بالظن، بأن تكون الأدلة التي تدل على المطلوب أدلة قاطعة في ثبوتها وفي دلالتها. قال سبحانه: ´؟إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى * وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًاï´. فالظن لا يكفي في العقيدة بل يجب أن يكون يقيناً قاطعاً. ب- الاعتماد في فهم العقيدة على الأدلة العقلية فيما يقع تحت الحس مثل التفكير في مخلوقات الله، واعتماد الأدلة النقلية التي جاء بها الوحي في الأمور الغيبية غير الواقعة تحت الحس، والوقوف فقط عند ما ورد في النص، أي عدم تعقيد مباحث العقيدة الإسلامية وفلسفتها، بل يكون أخذها وفهمها بسهولة وبساطة وفي الوقت نفسه بعمق واستنارة، تماماً كما أخذها وفهمها أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم: • يفكر المرء ويتدبر المخلوقات وينظر فيها فيدرك أن لها خالقاً. قال تعالى: ؟أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْï´ وقال تعالى:´؟أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ* أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ´ وقال تعالى: ´؟وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ´. • ثم يتدبر آيات القرآن الكريم وهو ميسور لمن يسره الله له ؟وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍï´ ويؤمن بما جاء فيه من أحكام ومغيبات ولا يخوض في المغيبات التي لا تقع تحت حسه، بل يؤمن بها كما جاء بها الوحي، فيؤمن بأسماء الله الحسنى كما وردت، ولا يخوض في ذات الله سبحانه ´؟لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُï´، ويؤمن بكل المغيبات: اليوم الآخر والجنة والنار...إلخ ويقتصر في ذلك على ما ورد في القرآن الكريم والسنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، دون زيادة أو نقصان. قال سبحانه:؟تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَï´وقال تعالى. (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) 2- أن يكون المسلم مخلصاً في نيته لله سبحانه صادقاً مع رسوله صلى الله عليه وسلم، متوكلاً على الله تعالى مهتدياً بهداه، متقياً إياه مبتعداً عن الظلم والعصيان، داعياً الله سبحانه أن يثبِّته على الحق والإيمان كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الترمذي في سننه عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ» ومن ثم فإن الله سيثبته بإذنه بالقول الثابت ´؟يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُï´، وكلما اتقى وأخلص وصدق فإن الله سييسر أمره قال تعالى: ´؟فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى * إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى * وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَىï´¾. 3- وفي الختام فإني ألفت نظر السائل إلى أن #المسلم الذي يؤمن بعقيدة الإسلام أي يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره كما جاء في كتاب الله سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا). وكما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه #البخاري عن أبي هريرة، وأخرجه مسلم عن عبد الها بن عمر واللفظ لمسلم: قال عبد الله بن عمر حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا» ، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ، وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ، قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ، قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»... قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟» قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ» وخاتمة الختام فإني أسأل الله سبحانه للسائل حياة_طيبة يقضيها في طاعة الله سبحانه وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، فيفوز في الدارين وذلك الفوز العظيم. أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة 3 شعبان 1438هـ الموافق 30/04/2017م
__________________
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#5 | |
صاحب الموقع
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 12,831
|
![]() ![]() اقتباس:
ألجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إن سؤالك مكون من شقين: الأول: كيف يتجنب المرء الشرك والكفر ويموت مسلماً... والثاني: هل الكفر هو فعل أو قول أو اعتقاد... وسنبدأ بالجواب على الشق الثاني من السؤال لأن الجواب على الشق الأول من السؤال مبني عليه... • جواب الشق الثاني من السؤال: إن العقيدة والإيمان بمعنى واحد، وهو التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل، والإيمان محله القلب، وهو يتوقف على التصديق الجازم، وليس مجرد التصديق، وأن يكون مطابقاً للواقع وعن دليل، حتى يكون مستقراً في أعماق القلوب، وعندها يكون المرء مؤمناً... والكفر كذلك محله القلب، لأنه يتعلق بالتصديق، والتصديق محله القلب... قال سبحانه: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُم)، لأنه لم يكن مستقراً في قلوبهم... ï´؟وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَï´¾. (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ). ولذلك فإن مدار الإيمان والكفر على تصديق القلب واعتقاده وليس على القول والفعل، لأن القول والفعل هما من أفعال الجوارح واللسان وهما غير التصديق القلبي... غير أنه لا بد من ملاحظة أمرين في هذا السياق وهما: 1- إن القول والفعل وإن كانا ليسا اعتقاداً فإنهما قد ينمَّان عن اعتقاد ويُظهرانه، وفي هذه الحالة فإن القول والفعل يأخذان حكم الاعتقاد ويمكن أن يكفر بهما المرء، فالمسلم يكفر في أربعة أحوال: أ- بالاعتقاد كأن يعتقد شيئاً من غير الإسلام، وَمثَله أن يعتقد نبوة أحد من الناس بعد محمد صلى الله عليه وسلم، كمن يعتقد نبوة القادياني، فهو يكفر باعتقاده هذا لأن قلبه انعقد على شيء من غير الإسلام. ب- بالشك وذلك كأن يشك في أمر يقيني من أمور الإسلام، فمن شك في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فإنه يكون كافراً بذلك لأن قلبه لم يعد منعقداً على #التصديق بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم. ج- بالقول الذي ينم عن اعتقاد، كأن يقول المرء بأنه لا يوجد خالق أو أن #القرآن_الكريم ليس من كلام الله، فمن يقول مثل هذا القول يصبح كافراً بقوله الذي يدل على اعتقاده، ولكن يُشترط في هذه الحالة أن يكون القول لا يحتمل تأويلاً بل يكون الكفر فيه واضحاً مقطوعاً به. د- بالفعل الذي ينم عن اعتقاد، كأن يسجد لصنم أو يصلي صلاة اليهود والنصارى، فمثل هذا الفعل يدل على عقيدة صاحبه، فمن سجد لصنم أو صلى صلاة اليهود أو صلاة #النصارى فإنه يكون قد كفر بفعله هذا لدلالته على اعتقاده المخالف للإسلام، وكذلك في هذه الحالة فإن الفعل لا يصح أن يحتمل تأويلاً بل يكون الكفر فيه واضحاً مقطوعاً به. هذه هي الأحوال الأربعة التي يكفر بها المسلم... فأما الاعتقاد بشيء من غير الإسلام والشك بشيء مقطوع به من الإسلام فظاهر فيهما أنهما من أعمال القلب لأن الاعتقاد والشك متعلقان بالتصديق... ولكن القول والفعل من حيث هما ليسا من أفعال القلب بل هما من أفعال الجوارح واللسان، غير أنهما لما تعلقا بعمل القلب بدلالتهما على ما في القلب من اعتقاد فإنهما عوملا معاملة الاعتقاد في الأمثلة الآنفة الذكر... وتبقى سائر الأقوال والأفعال غير الدالة على اعتقاد صاحبها خارج دائرة الكفر والإيمان، كمن يرتكب معصية من المعاصي وهو مقر بالإسلام وعقيدته... ولذلك فإن الذي سار عليه المسلمون هو عدم تكفير مسلم بذنب ارتكبه إلا إذا كان فيه إنكار كمن لا يصوم وينكر فرض الصيام فهذا يكفر بذلك، وأما الذي لا يصوم ويقر بفرض #الصيام فهو فاسق وليس كافراً لأن #التكفير لا يكون إلا باليقين، فالتكفير أمر كبير في الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا» رواه البخاري من طريق أبي هريرة، وفي رواية لأحمد عن ابن عمر عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «مَنْ كَفَّرَ أَخَاهُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا».. 2- إن التصديق الجازم في اللغة له دلالة التزام، وهي مواطأة اللسان للقلب، فلا ينكر ما يصدق جازماً به، فلا يقول قائل أنا مؤمن بالله، أجزم بأنه الخالق لهذا الكون ولا شريك له، ثم يقول إن الله يخطئ أو له شريك أو ليس خالقاً، أو ينكر ما يفرضه الله سبحانه خالق الكون، إذا ثبت باليقين أنه سبحانه قد فرضه، كأن يقول أنا أؤمن بالله وينكر الصلاة أو الصيام أو أي أمر معلوم من الدين بالضرورة...، فإن هذا يكون كافراً لأنه يكّذب أمر الله الثابت بالقطع. ولذلك كفر إبليس لعنه الله لأنه أنكر صحة أمر الله له بالسجود لآدم، مع أنه يؤمن بوجود الله ولكنه ينكر صحة أمره سبحانه حيث قال سبحانه: ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ )، فأعلن أن الله سبحانه مخطئ في أمره له بالسجود... فكان إبليس لعنه الله يرى أن الصواب أن يسجد آدم له لا أن يسجد هو لآدم، فأنكر لعنه الله صحة أمر الله، فكان بذلك من الكافرين #المجرمين... وهكذا كفر الذين استيقنوا صحة الآيات التي جاءهم بها موسى عليه السلام في قلوبهم ولكنهم أنكروها بألسنتهم فعدّوها سحراً، قال تعالى: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ). والخلاصة: إن الأصل في الكفر أنه اعتقاد (بغير الإسلام) وهو ليس قولاً أو فعلاً، إلا إذا كان القول أو الفعل ينم عن اعتقاد أو فيه إنكار لمقطوع به من الإسلام، ففي هذه الحالات يأخذ القول والفعل حكم الاعتقاد ويكونان كفراً والعياذ بالله. •جواب الشق الأول من السؤال: أما كيف يتجنب المرء الكفر والشرك ويموت مسلماً فإن مرجع ذلك إلى أمرين اثنين أساسيين: 1- أن يسير في أخذ العقيدة على #المنهج الصحيح الذي بينه القرآن الكريم و #السنة_النبوية المطهرة، ويمكن أن نجمل أهم معالمه في النقاط التالية: أ- أخذ العقيدة باليقين لا بالظن، بأن تكون الأدلة التي تدل على المطلوب أدلة قاطعة في ثبوتها وفي دلالتها. قال سبحانه: ï´؟إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى * وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًاï´¾. فالظن لا يكفي في العقيدة بل يجب أن يكون يقيناً قاطعاً. ب- الاعتماد في فهم العقيدة على الأدلة العقلية فيما يقع تحت الحس مثل التفكير في مخلوقات الله، واعتماد الأدلة النقلية التي جاء بها الوحي في الأمور الغيبية غير الواقعة تحت الحس، والوقوف فقط عند ما ورد في النص، أي عدم تعقيد مباحث العقيدة الإسلامية وفلسفتها، بل يكون أخذها وفهمها بسهولة وبساطة وفي الوقت نفسه بعمق واستنارة، تماماً كما أخذها وفهمها أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم: • يفكر المرء ويتدبر #المخلوقات وينظر فيها فيدرك أن لها خالقاً. قال تعالى: ï´؟أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْï´¾ وقال تعالى: ï´؟أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ* أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَï´¾ وقال تعالى: ï´؟وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَï´¾. • ثم يتدبر آيات القرآن الكريم وهو ميسور لمن يسره الله له ï´؟وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍï´¾ ويؤمن بما جاء فيه من أحكام ومغيبات ولا يخوض في المغيبات التي لا تقع تحت حسه، بل يؤمن بها كما جاء بها الوحي، فيؤمن بأسماء الله الحسنى كما وردت، ولا يخوض في ذات الله سبحانه ï´؟لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُï´¾، ويؤمن بكل المغيبات: اليوم الآخر والجنة والنار...إلخ ويقتصر في ذلك على ما ورد في القرآن الكريم والسنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، دون زيادة أو نقصان. قال سبحانه: ï´؟تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَï´¾وقال تعالى. (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) 2- أن يكون المسلم مخلصاً في نيته لله سبحانه صادقاً مع رسوله صلى الله عليه وسلم، متوكلاً على الله تعالى مهتدياً بهداه، متقياً إياه مبتعداً عن #الظلم والعصيان، داعياً الله سبحانه أن يثبِّته على الحق والإيمان كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الترمذي في سننه عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ» ومن ثم فإن الله سيثبته بإذنه بالقول الثابت ï´؟يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُï´¾، وكلما اتقى وأخلص وصدق فإن الله سييسر أمره قال تعالى: ï´؟فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى * إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى * وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَىï´¾. 3- وفي الختام فإني ألفت نظر السائل إلى أن #المسلم الذي يؤمن بعقيدة الإسلام أي يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره كما جاء في كتاب الله سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا). وكما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه البخاري عن أبي هريرة، وأخرجه مسلم عن عبد الله بن عمر واللفظ لمسلم: قال عبد الله بن عمر حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا» ، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ، وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ، قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ، قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»... قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟» قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ» وخاتمة الختام فإني أسأل الله سبحانه للسائل حياة_طيبة يقضيها في طاعة الله سبحانه وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، فيفوز في الدارين وذلك الفوز العظيم. أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة 3 شعبان 1438هـ الموافق 30/04/2017م منقول
__________________
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
.: عداد زوار المنتدى ... انت الزائر رقم :.